الممارسة العملية للقيادة الأخلاقية

الممارسة العملية للقيادة الأخلاقية

القادة الأخلاقيون يلهمون من حولهم لبذل أقصى جهودهم، ويخلقون بيئة عمل إيجابية من حولهم تزيد من الرضا الوظيفي ورفاهية الموظف، ولكن ما الذي يعنيه حقًا أن تكون "قائدًا أخلاقيًا"؟ تتحدث الأستاذة رشا التركي، رئيسة لجنة الأخلاقيات بشركة التركي القابضة، عن ترسيخ القيم المشتركة والقيادة بالقدوة:

يمر كل قرار نتخذه ونحن في المناصب القيادية، سواء كان قرارًا صغيرًا أو كبيرًا، بعملية تقييم يتم خلالها النظر إلى ذلك القرار من منظور قيم المؤسسة وأعلى معايير الممارسات الأخلاقية في الأعمال. لكن العودة إلى النظام القيمي للمؤسسة غير كافٍ، بل ينبغي على كل عضو من الفريق أن يعيش ويعمل وفقًا لتلك القيم.

ولكن كيف يبدو ذلك عمليًا؟ في شركة التركي القابضة، نجري حوارات مستمرة حول أهمية التزام الجميع بالقيم في حياتهم اليومية، ليس فقط في الشركة، وإنما تجاه بعضنا البعض وتجاه أسرنا ومجتمعنا وأمتنا؛ فنظرتنا إلى الأخلاقيات شمولية. عند التحدث عن الممارسات الأخلاقية في الأعمال، يميل البعض إلى التركيز على الأخلاقيات المالية، إلا أن الأخلاقيات المالية تعكس صورة أكبر لكيفية تقدير الموظفين لأنفسهم وللشركة، وللمساهمين والمجتمع الذي يعملون فيه. نؤمن أنه لكي تحقق الشركة نجاحًا مستدامًا وتضيف قيمة اجتماعية واقتصادية حقيقية للأشخاص الذين تخدمهم، ينبغي أن يكون لديها أساسًا قويًا من القيم المشتركة تلهم وتربط فريق العمل بالشركة، إلى جانب آليات للتواصل والمراقبة وضمان استمرار التزام جميع أصحاب الشأن بنظام القيم المُطبّق.

في شركة التركي القابضة، لا نتساهل مطلقًا مع السلوكيات غير الأخلاقية. وعلى هذا النحو، قمنا بتضمين قيمنا في نسيج ثقافة شركتنا. تمكنّا من خلق بيئة عمل قائمة على قيمنا الأساسية: الشغف، والامتياز، والاحترام، والمرح، والانفتاحية، والموثوقية، والمضمون. هذه الصياغة الواضحة لنظام القيم وتطبيق القادة لتلك المبادئ يوميًا داخل وخارج بيئة العمل يوفر أساسًا قوياً أتاح لشركة التركي القابضة تسريع نموها المستدام لكل أعمالها. نحرص دائمًا على تطبيق السلوكيات الأخلاقية على أفضل نحو في كل الأمور، بدءًا من مقابلات العمل الأولى لتوظيف أعضاء جدد في الفريق، وصولًا إلى اتخاذ القرارات الخاصة بالترقيات والعلاوات.
بالإضافة إلى وضع الأساس الذي تزدهر من خلاله الممارسات الأخلاقية في بيئة العمل، فإنه من المهم أن يحرص القادة على تطبيق السياسات والإجراءات التي تسهم في الحفاظ على نظام القيم المشتركة داخل المؤسسة. على سبيل المثال، تقدم القواعد السلوكية لشركة التركي القابضة إطار عمل يتناول الأمور الأخلاقية، وهي أحد الأدوات التي نستخدمها لتوضيح المعايير والإرشادات التي ينبغي على كل العاملين اتباعها في أعمالهم اليومية مع العملاء والوكلاء والموردين وشركائنا التجاريين.
ومن أجل ترسيخ ثقافة تلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية للشركة والمؤسسة، ينبغي أن تكون هناك عقوبات واضحة لكل من لا يلتزم بنظام القيم داخل المؤسسة. ينبغي أن يتحمل الموظفون مسؤولية أعمالهم وتصرفاتهم. كما ينبغي على القادة توفير بيئة تشجع الموظفين وتشعرهم بالأمان للإبلاغ عن أي انتهاكات لمبادئ السلوك الأخلاقي. سياسة الإبلاغ عن المخالفات بشركة التركي القابضة تشجع الموظفين على الكشف عن أي سلوك غير أخلاقي وتحدد العمليات والإجراءات التي تضمن التحقيق في أي مخالفات مزعومة والتعامل معها وفقًا لذلك، إلى جانب حماية الموظفين المبلغين.

القيادة الأخلاقية وحماية نظام قيم الشركة هو أمر أساسي بالنسبة لنا. لذا، أسسنا لجنة الأخلاقيات بشركة التركي القابضة لتمثل آلية أساسية تعمل على توفير حماية مستمرة لنزاهة قيم وأداء شركاتنا. اللجنة مسؤولة عن معالجة القضايا الأخلاقية، والإشراف على الالتزام بالقواعد السلوكية والتحقيق في أي مخالفات أخلاقية أو انتهاكات للقواعد السلوكية داخل شركة التركي القابضة ومجموعة الشركات التابعة لها.

القيادة الأخلاقية ليست مجرد وظيفة يومية من الثامنة إلى الخامسة، بل تمتد إلى الحياة الاجتماعية وخارج بيئة العمل. فالموظفين الذين يتمتعون ببوصلة أخلاقية داخلية لقراراتهم دائماً ما يكون لديهم تأثير إيجابي أقوى على زملائهم وشركاتهم ومجتمعاتهم. يمكننا تغيير عالمنا إلى الأفضل مع كل قرار أخلاقي ومع كل مؤسسة تتبع المعايير الأخلاقية، وهذا ما نسعى جاهدين لتطبيقه.

ALTURKI

منصة الموظفين

تتيح هذه الصفحة للموظف الدخول إلى خدمات متعددة