شهدت العقود الثلاثة الماضية زيادة مستمرة في الطلب على المحتوى المحلي في المملكة، وخصوصًا مع ظهور الفرص الجديدة بفضل التطور السريع ومبادرات توطين المحتوى في ظل رؤية المملكة 2030.
ولقد تجلت الحاجة الماسة إلى توطين القيمة بشكلٍ خاص خلال جائحة كورونا، والتي انعكست سلبًا وبشدة على عمل سلاسل الإمداد بالتزامن مع التقلب الشديد في السوق العالمي.
وفي هذا الصدد، يوضح المهندس فيصل الحواس مدير حسابات أرامكو في شركة التركي القابضة كيف أن مبادرات المحتوى المحلي مثل اكتفاء تساعد على خلق قيمة هائلة لصالح المملكة عبر تمكين الصناعة المحليّة من العمل بسلاسة وبلا انقطاع، كما يؤكد المهندس الحواس التزام التركي بالمبادرات التي تهدف إلى إنشاء قيمة محليّة في مجالات التصنيع والتنوع الاقتصادي وامتيازات التوظيف.
لقد برز توطين القيمة باعتباره أداة فعالة لتعزيز قدرات الاقتصاد وتنويعها من خلال تحويل نقاط القوة الرئيسيّة إلى أدوات تمكن المملكة من التحوّل من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
لقد لعب نظام التحفيز، الذي يهدف إلى تعزيز توظيف الشركات للمحتوى المحلي في سلاسل القيمة، دورًا بارزًا في تحسين القيمة المضافة لصالح المملكة من خلال الحد من خطر نقص المواد، وتأمين سلاسل الإمداد على نحو يحافظ على الصناعة المحليّة ويساهم في تعزيز السعودة.
ومنذ إطلاق مبادرة اكتفاء برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية في المملكة بواسطة أرامكو السعودية في 2015، وصل معدّل الشراء المحلي لدى الشركة إلى 56%، بينما تضاعف ثلاث مرات شراء موردي أرامكو للبضائع والخدمات المحليّة، وكذلك الاستثمار في جهود البحث والتطوير الساعية لتوطين التقنيات. لقد أدى تحفيز المحتوى المحلي أيضًا إلى زيادة كبيرة في توظيف السعوديين لدى موردي أرامكو، حيث وصل إلى 50%، كما ازدادت الصادرات من المملكة بمعدّل 50%.
إننا نعمل على توطين سلاسل الإمداد وزيادة المحتوى المحلي في جميع أعمالنا، وذلك بهدف تعزيز بصمتنا المحليّة من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات القويّة.
وبالاستعانة بمواردنا الهائلة وخبراتنا الفريدة، إلى جانب مصالحنا التجاريّة الواسعة وشبكة موردينا القويّة الممتدة في جميع أنحاء المملكة، فإننا نعمل على بناء بيئة اقتصاديّة محليّة تعتمد على ذاتها، وتضيف قيمة إلى المملكة، كما تجعل الصناعة المحليّة مستعدة للمستقبل.
إننا نبذل جهودًا دؤوبة ومستمرة من أجل توطين المعرفة والتقنيات العالميّة، بالإضافة إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الفرص الناشئة، وذلك من خلال سد الفجوة بين العرض والطلب في السوق.
وما زال الاستثمار في تطوير رأس المال البشري يمثل أولويّة قصوى، وذلك لسد الفجوة في المهارات. وفي ضوء هذه الحقيقة، تُعقد برامج التدريب والتطوير المتخصصة بهدف تنمية المواهب السعوديّة الواعدة وتوفير فرص عمل عالية الجودة.
إننا -في شركة التركي القابضة وشركاتها التابعة- نركز أيضًا على تعزيز الطلب على المنتجات السعوديّة عالميًا. ولتشجيع السوق المحلي، فإننا نرفع شعار "صُنع في السعوديّة" عند الاستثمار في الموارد، وذلك بغرض تحسين المنافسة، وتعزيز الابتكار، وخلق المزيد من الفرص للمصنعين السعوديين لتعزيز القطاع الصناعي في المملكة.